Posted by: ellefersan | July 15, 2009

مكاريوس جبور حاضَرَ في زوق مكايل عن “مشروع الدولة في فكر الوزير الراحل تقلا”


نظم “بيت الشباب والثقافة”، بالتعاون مع مركز القديس جاورجيوس للدراسات والترجمة، محاضرة في قاعة “نادي السينما” في القصر البلدي في زوق مكايل بعنوان “مشروع الدولة في فكر الوزير الراحل فيليب تقلا” ألقاها مكاريوس جبور، في حضور الوزير يوسف تقلا، رئيس البلدية نهاد نوفل، عقيلة المحتفى به اديت تقلا، العميد المتقاعد موريس صافي، الدكتور جوزف ألوف، المحامي اميل مخلوف، وحشد من الوجوه الاجتماعية الثقافية التربوية والاعلامية.
بداية الوقوف دقيقة صمت تكريما للراحل فيليب تقلا، فالنشيد الوطني اللبناني، ثم تحدث المحاضر مركزا على “هوية لبنان في لاهوت فيليب تقلا، لبنان الخيار الالهي فرض نفسه على العالم أجمع بمساحته وجغرافيته، وعلينا ان نؤمن به كما هو في واقعه الذي أرغم على قبوله المجتمع الدولي بعدما رأى فيه تضاريس امتزجت فيها الجمالية بالبنية الاجتماعية الفريدة، ولبنان هو وطن اكبر بكثير من حجم السياسة وأسمى من الطائفية التي كانت ولا تزال ركنا اساسيا من اركان مقومات لبنان الجغرافية. وقد عرف اللبنانيون الوصول الى التقدم والازدهار على رغم العراقيل والازمات. وان هذا الرخاء لا يستمر الا باللقاء والحوار بين الدولة وابنائها الذين هم ركن اساسي من اركان الدولة”.
وقال: “أما عن موقع لبنان في العالم العربي والدولي، وفقا لمفهوم تقلا، فلطالما كان محط انظار العالم في الغرب والشرق، انه يقوم جغرافيا في نقطة التقت عندها عبر التاريخ كل الشعوب والمدنيات والثقافات، وبالتالي وجب على اللبنانيين ان يفهموا هذه الحقيقة وان يتعاملوا معها بالحكمة والواقعية، فلبنان على الرغم كونه قبلة انظار العالم يبقى قادرا على فرض هيبته وارادته على العالم بفعل التطور الطبيعي وبفضل قيام حركات وطنية مختلفة القيم تدرج لبنان على مراحل نحو الاستقلال التام، واذا كان لا بد للبنانيين من النجاح في هذه المسيرة الصعبة، فعليهم ان يعالجوا امراضهم المزمنة ومنها الطائفية السياسية التي هي مرض قديم ومزمن، ولكن باعتقاد تقلا فان الطائفية هي عقبة في طريق الرقي السياسي والاجتماعي، ولكن ليعمل كل لبناني في نطاقه لتكوين المواطن الواعي”.
واضاف: “اما عن الحزبية الشخصية ففي استطاعة الدولة ان تخفف من حدتها بتوجيه الشعب نحو الحزبية العقائدية المنظمة، ولفيليب تقلا نظرة ايجابية في الاصلاح، فهو لم يطالب باصلاح جذري يبدأ بتعديل الانظمة والقوانين الاساسية، بل يجب على الناس ان يكونوا بسطاء في فهم الامور وقبولها أسسا لتغيير منشود وان يبدأ كل واحد بنفسه فنصل جميعا الى الاصلاح المنشود”.
ولفت الى “ازمة الشراكة والحكام في فكر تقلا. فالنخبة الحاكمة هي المسؤول الاول لانها تملك السلطان وتستطيع ان توجد نخبة في نشر نواحي الحياة، وان العبث بالشؤون الداخلية يقطع أوصال الأمة، وان جر الشعب الى المشاركة في هذا العبث يفقده الايمان بامكان تقويم الاعوجاج، فيوجه جهده الى حيث تقوده مصلحته الآنية لا الى حيث تقوده مصلحة البلاد بتوجيه من الدولة”.
وتابع: “اما الادارة بمعناها الشامل فهي الشق غير السياسي من هيكل الدولة، هي المنظم لحياة الفرد، ادوات العمل فيها الموظفون والتخطيط الذي تضعه الهيئات السياسية الحاكمة وهي وثيقة العلاقة بين الموظفين والسكان، والادارة مهتمة من حيث كونها مرتبطة بالاحترام والثقة بين المواطنين والحكام وضعفها يشكل مشكلة جوهرية”.
وتحدث عن “المحسوبيات في التوظيف والعمل ضمن مرافق الدولة بمعزل عن الكفايات والخبرة والشهادات العلمية والامتحانات المسلكية والضمانات الخلقية”، معتبرا انها “في حاجة الى جيل جديد يأخذ مكانه في هذا الوطن. والحقيقة المرة ان لبنان المستقل لم يرب اجيالا جديدة في الموظفين المخلصين القادرين”.
ثم وصل الى “الأزمة الرابعة، ازمة الركود الذي نحن فيها، في حين ان العالم يتطور”، ودعا الى “العمل الحثيث كي يثق اللبناني بنفسه وبوطنه قبل كل شيء”.

وتوقف عند “الدولة النموذجية”، فرأى ان “فيليب تقلا قرأ الانسان كإنسان. وفهم تماما ان مستقبل لبنان كوطن ودولة يجب ان يبنى على أسس متينة شرط ان يتولى ذلك المفكرون والمخلصون من أبناء لبنان”.


Leave a comment

Categories